التأمل الذاتي وبناء الأسلوب الشخصي
تجربتي
أدركت مبكرًا في مسيرتي المهنية أهمية الإشراف في تطوير المهارات وتحسين الممارسات في مجال العلاج النفسي. يتجاوز الإشراف مجرد المراقبة والتوجيه ليصبح عملية تفاعلية تعتمد على التأمل والتعلم المستمر.
بدأ اهتمامي بالإشراف عندما بدأت بالتعرف على النموذج التقليدي الذي يعتمد على التعلم بالملاحظة. أدركت أن هذا النهج يتيح للمتدربين فرصة اكتساب الخبرة من خلال مراقبة الممارس ذو الخبرة. ومع مرور الوقت، وحصولي على اشراف مكثف أثناء فترة تدريبي بالولايات المتحدة الامريكية من أكثر من مشرف وفي أكثر من اتجاه نفسي، تطور اهتمامي لدور المشرف ليشمل تكثيف تعليمي فيه ليساعدني في تقديم دعم أكثر فعالية.
طريقتي في الإشراف
في عملي كمشرف في مجال العلاج النفسي، أؤمن أن الإشراف ليس مجرد عملية توجيه أو تعليم مباشر، بل هو رحلة اكتشاف ذاتي. تكمن فلسفتي في مساعدة الأخصائي النفسي على العثور على صوته الخاص وطريقته الفريدة في الممارسة المهنية.
أعتقد أن كل أخصائي نفسي يحمل داخله إمكانات فريدة وأساليب تناسب شخصيته وخبراته. دوري كمشرف هو توفير بيئة داعمة وآمنة تُشجع على التأمل الذاتي والتجربة، بحيث يتمكن الأخصائي من تطوير طريقته الخاصة التي تنسجم مع قيمه ورؤيته المهنية.
اكتشاف الإنسان قبل المعالج
قبل أن يكون الأخصائي النفسي معالجًا، فهو إنسان أولًا. أؤمن أن فهم الأخصائي لذاته كإنسان، بكل ما يحمله من مشاعر وأفكار وتجارب، هو المفتاح لتطوير أسلوبه العلاجي. في عملية الإشراف، أحرص على تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية للمستشار، مثل نقاط قوته، قناعاته، وتأثير تجاربه الشخصية على ممارسته المهنية. من خلال هذا الاكتشاف، يصبح الأخصائي أكثر وعيًا بنفسه وبكيفية تأثير شخصيته على علاقته مع العملاء. هذه الرحلة لا تعزز فقط مهاراته العلاجية، بل تُثري أيضًا تجربته الإنسانية.
شرح النظريات النفسية
جزء لا يتجزأ من طريقتي في الإشراف هو مساعدة الأخصائي النفسي على فهم واستيعاب النظريات النفسية بعمق. أحرص على شرح النظريات بشكل عملي وربطها بسياقات العمل اليومية، بحيث تصبح أكثر وضوحًا وقابلة للتطبيق. سواء كانت النظريات الديناميكية النفسية، السلوكية المعرفية، أو المتمركزة حول الشخص، فإن الهدف هو تمكين الأخصائي من اختيار وتطبيق النظرية التي تتوافق مع العميل وحالته، مع تطوير فهم شامل لكيفية تأثير هذه النظريات على العلاقة العلاجية.
التقنيات العلاجية
إلى جانب التركيز على النظريات، أعمل على تعزيز مهارات الأخصائي في استخدام التقنيات العلاجية. أرى أن تعلم التقنيات ليس مجرد تقليد للأساليب، بل هو عملية تطوير مهني تتطلب تجربة شخصية وتكييفها مع احتياجات العميل. من خلال الإشراف، نناقش تقنيات مثل بناء العلاقة العلاجية، إدارة الحوار، التدخلات القائمة على السلوك، واستخدام التمارين التأملية. كما أساعد الأخصائي على استكشاف الطرق التي يمكن بها الجمع بين التقنيات المختلفة لتقديم علاج مرن وفعّال.
ما هي الجوانب التي يحتاج الاخصائي النفسي التركيز عليها
رحلة الاشراف رحلة ممتعة وشيقة وفيها تتجلى معاني انسانية مثل المقاومة والتخلي وتقبل التغيير
- مهارات العلاج والاستشارة
- الفهم الشامل وتصور الحالة
- تطبيق المهارات العلاجية
- جودة العلاقة العلاجية
- الدور المهني والحدود
- الوعي العاطفي والتقييم الذاتي.
أرى أن الإشراف ليس مجرد دور، بل هو شراكة بين المشرف الاخصائي. لا أهدف إلى إملاء طريقة واحدة صحيحة، ولكن إلى مساعدة الأخصائي النفسي على اكتشاف الطريقة التي تعبر عن ذاته وتخدم عملاءه بأفضل شكل ممكن. هذا النهج يجعل الإشراف عملية غنية ومثمرة لكل من المشرف والاخصائي والعميل على حد سواء
تركي المالكي