غالبًا ما يبرز سؤال الهدف في الحياة – شعورنا بالمعنى والغاية – أو غيابه، كأحد أهم التحديات التي تستحق اهتمامًا عميقًا، حتى عند طلب العلاج لأسباب أخرى. عندما يؤثر غياب الغاية بشكل سلبي على حياتنا، يمكن إعادة اكتشاف أو تحقيق الدوافع والأهداف من خلال رحلة العلاج.
لماذا يعتبر الهدف مهمًا بشكل خاص؟ لأن وجود غاية واضحة في الحياة يُمكن أن يُحول التحديات الصعبة إلى فرص للنمو والتحفيز المستمر، مما يجعل الهدف من الحياة عنصرًا أساسيًا في تحقيق الرفاهية النفسية. عندما يكون هذا الهدف غائبًا أو غير واضح، قد نجد أنفسنا نواجه شعورًا باللامبالاة تجاه الحياة.
الأوقات الصعبة قد تصبح أقل رعباً وأقل تأثيرًا عندما يكون معنى الحياة موجودًا بالفعل أو يمكن تطويره من خلال الجهود العلاجية. بدون هذا المعنى أو الهدف، حتى التحديات الصغيرة يمكن أن تتحول إلى تجارب مرهقة ومؤلمة. يمكن للعلاج أن يساعد في استعادة الارتباط بالقيم والمعتقدات والاحتياجات والأهداف الدائمة، وبناء إطار معنوي وهدفي حولها. يُمكن أيضًا استكشاف تقنيات مثل التأمل وعمل الأحلام وغيرها من الأدوات القوية للتواصل مع التوجيه الداخلي خلال العلاج، ومن خلال هذه التقنيات، يمكن إعادة اكتشاف الشعور بالهدف والمعنى الذي قد يمنح هيكلية جديدة للحياة.
الصعوبات التي نواجهها بدون الشعور بالهدف تكون هائلة. بدون هدف محدد يوجهنا يوميًا وطوال حياتنا، يصبح اتخاذ القرارات الهامة، وحل الصراعات الداخلية والخارجية، والتخطيط للمستقبل، واختيار الأصدقاء والشركاء، وفهم المعاناة أمورًا معقدة بشكل لا يُطاق. دون هدف “أعلى” معين، تصبح الحياة مجرد محاولة لتفادي المعاناة بقدر المستطاع. وإذا كانت هذه هي جميع معاني الحياة بالنسبة لنا، فسنعاني بكل تأكيد بشكل أكبر، لأن العقل والروح بحاجة للتحفيز والإبداع والوفاء بالإنجازات التي لا يمكن تحقيقها من خلال تجنب المعاناة فقط. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر بعض التجارب المؤلمة ضرورية لتعلمنا ونمونا. فإذا حاولنا تجنبها بأي ثمن (وهو أمر مستحيل على أي حال)، فلن ننضج أبداً.
يُمكن أن يساعدنا العلاج في التواصل مع القيم والمعتقدات والاحتياجات والأهداف الدائمة، وفي بناء إطار معنوي وهدفي حولها. كما يُمكن للعلاج أن يُعلّمنا تقنيات – مثل التأمل وعمل الأحلام وغيرها من الأدوات القوية – للتواصل مع توجيهاتنا الداخلية، والتي يُمكن أن تساعدنا في استكشاف الشعور بالهدف والمعنى ليوجهنا خلال رحلتنا في الحياة.