سيكولوجية الإحباط مقال نُشر في صحيفة الرياض الجمعة 2 جمادى الآخرة 1437 هـ – 11 مارس 2016م – العدد 17427
“سيكولوجية الإحباط”
كيف يُستخدم الإحباط في تأليب الرأي العام..!؟
هل من الممكن أن يتحكم في سلوكك ومشاعرك شخص آخر دون وعي أوادراك منك..!؟ هل من الممكن لقوة خارجية تحويل أي شخص من مواطن صالح الى عدو للوطن..!؟ كيف يمكن جعل أبناء الوطن أعداءً له!؟ وما هي الطرق التي تستخدمها هذه الجهات..!؟؟
إن من أهم الآليات المستخدمة لأداء هذا الغرض هي “تجييش المواطن” وذلك بجعل المواطن ينصرف نحو المطالبة بأهداف معينة, تحقق لهذه المنظمات ما تريد دون إدراك منه للأبعاد الخفية التي يقوم بها, وهو ما يسمى مؤخرا بالفوضى الخلاّقة.
كيف يتم تجييش المواطن.!!؟
بدأت هذه المنظمات مؤخرا بنشر ثقافة “الإحباط” لدى الشعب عن طريق وسائل الإعلام سواء الصوتية او المرئية وخصوصا التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يكون التأثير على المستخدم بشكل مباشر, وذلك بتوجيه الانتباه فقط إلى الجانب السلبي من الحياة, وأيضا على الأمور التي تجعل الشخص في حالة من السخط وعدم الرضا كونه مواطن يطمح لعيش حياة كريمة, ولنشر الاحباط صور عدة منها رسوم الكاراكاتير, والنكات والاستهزاء بالمجتمع وعاداته الحسنة بالطبع, وعن طريق اظهار حسنات المجتمعات الاخرى وطمس إيجابيات مجتمعنا, وأخطر هذه الصور من يمارس دور “الأخ الذي لم تلده أمك” الذي يهتم لشؤونك ويريد مصلحتك وهو من خارج يقول جوستاف لوبون: -الذي يعتبر مؤسس علم النفس الاجتماعي- “لكي نقنع الجماهير ينبغي اولا ان نفهم العواطف الجياشة في صدورها و ان نتظاهر باننا نشاطرها اياها ثم نحاول بعدئذ ان نغيرها عن طريق اثارة بعض الصور المحرضة بواسطة الربط غير المنطقي او البدائي بين الاشياء”, واليوم لا يكاد يخلو اجتماع, مجلس أو محادثة ما, من شخص يتحدث بتذمّر عن أمور الحياة والأوضاع الراهنة اما كوضع مادي أو اجتماعي وغيرها بل وحتى السياسي منها, لقد اعتدنا أن نرى مثل هذا المشهد كثيرا في صفحات حياتنا اليومية, ولكن ما هو الأثر المتعدي لهذا الأمر..!!؟
حسناً, دعونا أولا نتعرف على مفهوم الإحباط من ناحية علمية نفسية, ولماذا “الإحباط” بالذات تم اختياره من قبل هذه الجهات ليتم نشره والتأثير به على أفراد المجتمع ..!؟ والسؤال الأهم, هل المراد إحباطك كمواطن أم أن هناك أمور تترتب على شعورك بالإحباط..!؟؟
الإحباط هو أحد مواضيع علم النفس ويعرّف بأنه “حالة نفسية تحدث نتيجة عدم إشباع الفرد لرغباته”
والرغبات هنا من الممكن أن تكون غير موجودة أصلا أو مستحيلة التحقيق, ولكن يبدأ غرسها في المجتمع بإحدى الطرق السابقة الذكر, وبالتالي يصبح لدى المجتمع رغبات غير مشبعة مما يؤدي به إلى حالة من الإحباط.
هل هذا هو المطلوب!!؟ شعور المجتمع بالاحباط فقط.!! الجواب: لا, فالأمر لا يقف عند جعلك تشعر بالاحباط وحسب.
إن من أهم الخصائص النفسية المصاحبة للإحباط هي جعل الفرد مهيئ للعدوان, ولكنه لا يصل إلى العدوان الفعلي, الا اذا توفرت عوامل محرضه وموجهه,
أذن فالاحباط لا يكتفي بجعل الشخص يشعر بنوع من الاستياء فقط, بل يجعله مهيئاً لتحويل هذا الشعور الى سلوك عدواني – السلوك العدواني سلوك موجه بهدف الإيذاء من الممكن أن يكون ” لفظي- نفسي- جسدي- تغريدة في تويتر- شتم- ضرب- قتل”–
ختاما هذه بعض الخلاصات الهامة:
-
- الإحباط يجعل الفرد في حالة نفسية مستعدة للعدوان
-
- يكون الفرد عدواني نتيجة تراكمات الإحباط
-
- الإحباط يودي إلى العدوان اذا كان المثير والتحريض فعالا
-
- نشر الإحباط يؤدي إلى فقد الثقة بالمجتمع والقادة
-
- الإحباط من ضمن الوسائل المستخدمة لتوجيه سلوك المجتمع
اذن, فلنعي أن نشر الاحباط وصوره ليس الهدف المنشود بالنسبة لهذه المنظمات, ولكن الوصول بالمواطن الى التصرف بشكل عدواني تجاه الوطن هو ما يطمحون إليه كما هو حاصل اليوم, والله المستعان.
ولقراءة المقال في موقع الصحيفة تفضل اضغط هنا