Turki Almalki

COUNSELLING, PSYCHOTHERAPY & COACHING

محور الكون

محور الكون

 لم أعتد كثيرا على استخدام المقدمات في حياتي الا من خلال كتابة المقالات، حيث أني مقتنع أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق، لذا فإن هذا المقال يأتي بدون مقدمات أو تمهيد كي تكون هذه رسالة مباشرة وواضحة وتخص نوع محدد من الشخصيات يعيش في مجتمعاتنا البسيطة، ينتشر ويستشري كلما سنحت له الفرصة، وأعني بالمجتمعات البسيطة أي غير المعقدة والتي يكون التعامل فيها مبني على أساس حسن الظن بأخيك وتوقير الكبير واحترام الصغير والتماس العذر للآخر وما إلى هذه القيم.

محور الكون

 إن وجود هذا النوع من الشخصيات والسماح له بالتكاثر على حساب القيم أو غيرها من الأولويات المجتمعية خطأ فادح ينخر في لُحمة المجتمع ويعكر صفوه، خاصة في المجتمعات الصغيرة والتي تصل إلى مستوى العائلة، الأصدقاء، الجيران أو الزملاء حيث ان وجوده أو تدخله في أي موضوع تكون محصلته فرقه بين الأشخاص، ويزيدهم بعدا لا قربا.

ولمعرفة هذا الشخص الفريد من نوعه، هناك عدة علامات بارزة يشترك بها مع من هم مثله، أبرزها وأكثرها تأثيرا في شخصياتهم وتعاملاتهم مع الاخرين هي “الصورة المشوهة للذات“، فالفرد منهم يرى نفسه “ذيب” أكثر من كونه انسانا،

وبناءًا على هذا التشوه الادراكي فإن هذا الشخص يظن أنه “محور الكون” ومحط أنظار الناس، وبؤرة الاهتمام، وأنه لا يوجد موضوع يتحدث فيه الاخرين الا هو، وأن ما يدور في المجتمع فله علاقة به وبنرجسيته الزائفة، والأهم أنه يدعي معرفته بما في صدور الناس ونواياهام وهذا بالطبع ضرب من اللاعقلانية لا وجود له الا في خياله فقط، وللأسف أنه غير واعي لهذه الحزمة من الأفكار المشوهة السابقة، و أما عن الحقيقة فهي موجهة بشكل مباشر فيما يلي:

“محور الكون”

إذا كنت ترى أنك أذكى من غيرك وتستطيع بـ”دهائك” وعلاقاتك خداع الآخرين وتنفيذ ما تصبو إليه دون أن يلحظك أحد، فأنت تمتلك هذه النظرة التعيسة لذاتك، وهذه بعض القواعد والنصائح التي أتمنى أن تعينك وتجعل حياتك أفضل:

    • صمت الناس عن تصرفاتك لا يعني جهلهم بك، لكنهم فضلوا أن لا يواجهوك.
    • لا تظن أنك الأذكى على الاطلاق فالناس مع مرور الوقت يفوقونك ذكاءً، حيث ان الدماغ يعمد الى تجميع سلوكياتك وتصرفاتك وتحليلها ثم تفسيرها وبالتالي تنكشف أوراقك
    • إذا أحسست أنك سوف تُكشف في موقف ما، وقررت الانسحاب! فلا تعتذر بكذبة، دع مجالا للناس كي يسامحوك.
    • سوء الظن بالآخرين، التحقير من شأنهم، تشويه صورتهم لدى الآخرين، تصنيفهم، المساس بحرياتهم الشخصية يصنع لك الأعداء، لا الأصدقاء حتى لو شعرت بالانتصار اللحظي
    • الناس تصدق ما ترى، أكثر مما تسمع، قد تخدعهم مرة أو مرتين على الأكثر لحسن ظنهم بك لا لأنك الأذكي لكنهم سوف يكتشفون معدنك.
    • طالما أنك تذكر شخصا بسوء لأنه عارض مصلحتك مرة، فسوف تغتاب الآخر مرة أخرى، وهذه الحقيقة لا تخفى على الناس وسوف تفقد ثقتهم واحترامهم لك.
    • عندما تستغل أحدا للوصول لأهدافك وأغراضك الشخصية، وتحس فيما بعد أن معاملته تغيرت نحوك فاعلم أنه قد اكتشف أمرك ولم يخبرك.
    • إذا كشف ألاعيبك شخص ما، سوف يكشفك البقية تباعا بلا شك، وسوف تسقط دفعة واحدة.
    • إذا كنت ذو جاه، منصب، شخص كبير في العمر فهذا لا يشفع لك أن تمارس الاعيبك فالناس تسكت لطيبهم، لا لذكائك.

إنه لشعور مؤلم عندما تظن أن كل شيء على ما يرام، وأنك الأذكى والناس تعاملك في حضورك على هذا الأساس، وتظهر لك التقدير والاحترام ، وفي الحقيقة أنك عندما تعطيهم ظهرك يتهامسون على سذاجتك ومدى سطحيتك وينبذون طباعك.

فإذا وخزتك هذه النصائح وكنت تظن أني أعنيك بها، أو كأني أتحدث عنك، فأنا أعنيك فعلا و أتحدث عنك

حاول ألا تتذاكى هذه المرة على نفسك وواجهها وحاسبها، وقدّها ولا تجعلها تقودك، ولا تكرهني فأنا أفضل بكثير ممن يتحدثون عنك في الخفاء.

محور الكون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تمرير للأعلى