هل ننصت!!
ما بال الرسائل التي تطرق نوافذنا المغلقة! هل ننصت!!
في اوائل القرن العشرين، عندما كان التلغراف أسرع وسيلة اتصال، أعلن مكتب التلغراف في لندن، عن وظيفة خالية وحدد يوما للمقابلات الشخصية والاختبار. في اليوم المعين امتلأت صالة الاستقبال في المكتب بالمتقدمين لشغل الوظيفة، وبينما هم جالسون في توتر ينتظرون بدأوا في اختبار مهارات قراءة التلغراف حسب دورهم في الوصول، دخل شاب وملأ الاستمارة وجلس بينهم لكنه سرعان ما هب ووقف وتوجه نحو مكتب الإدارة وسط دهشة وذهول جميع الحاضرين… !!
لم تمض سوى ثوان قليلة إلا وقد ظهر مدير المكتب ممسكا بيد الشاب وهو يشكر الحاضرين جميعا ويطلب من المنتظرين الانصراف والعودة لمنازلهم: “نشكركم على حضوركم لقد وجدت الشخص المناسب للوظيفة”.
تذمر الموجودين وعبر أحدهم عن رفضه لهذا السلوك: ” هذا الشاب هو آخر من جاء، ولم يحترم الترتيب ولم يجلس مثلنا في الانتظار ونحن لم ندخل ولم نمتحن ولم تتم معنا المقابلة الشخصية…”
فقاطعه المدير مبتسماً: ” منذ دخلتم المكتب وماكينة التلغراف تدق هذه الرسالة: إذا فهمت هذه الرسالة فادخل مباشرة لمقابلة المدير، لكنكم كنتم منشغلين عن سماعها بينما هو كان واعيا لذلك”.
كم من الرسائل تصلنا في هذا الركض، نحتاجها ولا نعير لها اهتماما!!
المصدر بتصرف